بجسد الـمُتَكَامِّ الـمُرتصَد مكانٌ مناوئ، يبدو
محايداً، وفي نفس الوقت معادِلاً كافياً للمراقبة، تظنينه (زيارة الأطياف المسلحة)
التي لـ م. ص. الحاج، ولكن بحق ذلك الجسد قُلْ للمناوئين يحتجمون!.
إذ ها نحن المكان الذي تتفاداه طعنةٌ ومن ثم تطعنهُ،
ها نحن الهدوء والملامسة العفيفة الشبقة لروح الكلمات الزهور، ها نحن أسفٌ يشرب
مِن ماءِ انعدامه ويقعدُ في القاع الجاري، ها نحنُ أكفٌّ تمدُّ يديها عفةً عن
الشحاذة تطلبُ المزيد متجاهلةً الـمُعطى، ها نحن المكان الناتئ مِن عاجِل، ها نحن
شيئيات العينية نجترحُ المجهر المضاف عفواً عنه إلى سلسلة المطلوبات مِن لاب الجثث
الحيِّ ومِن حياة اللاب الجثثية.
قُلْ للمناوئين يحتجمون!. ومِن
الأحجام هيا إلى إشعال الصفحة بالقوّة، تفعيل مَدَاها لتتحمَّلَ قبضاتٍ متشنجة على
القلم. ارتماءات لحميّة وصيامٌ بغير نيّة. قد ما احتكَّ يشتعلُ، وقد يصحو مجدافي
مِن لطمةِ الماءِ البارد.
إن سيرة العظيمات هذه: أسماء عثمان، فرجينيا وولف،
إخلاص همد، آنا مانياني، أناييس... لا أستطيعُ أن أحمل كل هذه الأصالة دون أن
أتزيَّف، هل قالها جان جينيه مثلاً؟. قُلْ للمناوئين يحتجمون!. أَعلمُ أن بنائي
لَهُو زائلٌ بمثل نومتي عند (تهوى ليلى وتنامُ الليل؟)، وبهذا، أعني انتشالي
المرتاح ما بين اللقاء والاستعادة. إنه لشأن أشبهُ بالتأتأة البليغة التي تطرأ حين
الإنصاف المدعو كتابةً ولكنها لا تنفكُّ تنحسر في استقامة مُضاءَة بين الأناة
والانكسار المجلجل خلف تلك السانحة. يا قلبي الذي تعوَّدَ على تلك السانحة
المستعادة وها أنت الآن متهلهل مدموم بجانب هذا الإشراق العظيم، فلتكتب للمناوئين
يحتجمون.
طبعاً سيمرُّ هرائي على علامة القسمة الخفيّة التي
تُرسِّم العالمين، لا أدري كيف سيكون مروره وهل سيطيب له المقام أعلى خط العلامة
أم أدناها. غالباً سيشتطُّ سهوي، وحتماً سأرسل غفراني لنفسي يُكبِّلها عند القيام،
يُطَبطِبُها عند القعود؛ لأن ما نَقْصُ ذلك، بل ما زيادتُهُ، عند الكلام عنهن؟.
أسناني في المنشار من سبيكةِ موادٍ مختارة بعناية،
أرجلي في الطريق الطين الشره لِبَلْعِ الأثر وإنزاله إلى معدته بجُغمِ فارهة هي
خطاويهن الحثيثة.
أراني أكدحُ في نواةِ تمرةٍ سالمة، أكسِرُها. تنقدحُ
شرارة من عيوني البُوميِّة، تنسحلُ عثراتي في حجٍّ مستقيم وراء شُعاعٍ ناحل يسقُفُ
زقاق الصحيح الضيِّق. يمضي وبالُ ذلك إلى صرخة يُطلقها رأسٌ تحجَّرَ من فرط
الصداع. بين أنِّي وما تقول؛ تنضرم نارٌ بوتوجازيّة. تتعبني جِدَّتُها حين
الاستفهام ولكنها تُصَرِّفُني بشكلٍ منتظم وهذا ما يهمُّ حتى الآن، وافتني
المستجِدّات بـِ كَرورٍ من الذاكرة وافتني الذاكرة بغِنَاءِ الـمُستجدّات، نبتت لي
أحلامٌ طيّارة مكان زغب إبطي نضحت عفونتها وكرهتُ نفسي قبل معايناتها وبذا خسرتُ
الـ becoming
as an unbecoming of me.
قال الموت: الرائحةُ جِمام كأسي، فلا تملأيني عندها
تغرقين ولا تتركيني تحتها أطفو،
قلتُ: بيننا رمضاءُ الماءِ إذن؛
دوقما
صحراء الـ real.