Tuesday, August 2, 2016

من صهاريج الظهيرة




ذلك الكارو الضخم، تلك الهبوب الشديدة، هؤلاء القوم العماليق. يَنقادُ الكارو على حافة الهاوية الراضية. تُكركرُ عَجلاتُهُ في تأني واستنكار، تشجبُ الطريق والعلامات، تشجبُ السائرين حذوها. إلى أين يذهبون؟. يا حوافر عقلي المدلهم، ماذا تخبُّ؟ ماذا تريد؟.
زجاجةُ المنطقة الرقيقة تتشققُ قليلاً قليلاً تحت السماء، مُنقِّطة كل حين وحين أرقاماً وأرقام؛ أرقام عنابر، أرقام تصاريف، أرقام جُرعات، أرقام غُرف، أرقام شرائح أنسجة، أرقام تماثيل، أرقام تجليس شخصيات، أرقام تلوين كراسات، أرقامُ كروت شحن، أرقام وزن البُن، أرقام صفحات الكتاب، أرقام قُبور، أرقام مَشاوير، أرقام عصريات، أرقام قِباب، ورقمي مُضَرَّجاً بالاستيعاب.
سوطٌ من تباريحٍ في اليدِّ.. التي.. كيفَ ستضرِب؟ قلبٌ الشكوك في صدري يَنبضُ.. الذي.. كيفَ القِياد؟. أيُّ هذا الحنث بالوعد العظيم، ما رحلتي هذهِ في سبيل لـَحْدِ مقاماتك الـمُستفسرة، أيُّ طباعةٍ على منضدة هذا الهواء الثخين تتجشأ عاداتٍ وفراديس؟.