صِـفْـر حِـفْـظ الخَـانَـة أو (سَــقَاكَ مِن وَقْــعِ نَعْلِــك)
۲۰۱۲ م
͒أينَ منِّي حينٌ مِن الوَقتِ كانَ النَّماءُ فيه يَعْقُوبي وسِنْدَاني،
أقطفُ من جُلجُلتِهِ صُعوداتٍ بطيئةً نزقةً إلى شَوَّالِ الأعالي الفَاتحِ فَاهُ
في اتّجاهي، ثمّ، وكأيِّ مَندوحةٍ، تَشطفُ تَمَادِيها بأسَاوَاتٍ ليّنةٍ وحنقٍ
شفيف. رُبَّ قَلبٍ مُكَهْرَبٍ بإفراطٍ يَشْكُو موتَهُ إلى وعدٍ منّي بالتضرُّعِ
مَكفوفٍ عن أذَى الـمنّ والسَّلوى، طَفَرَ بشَأوِهِ البَالِي؛ شَأْوِ الخَاسِرِ
مِن فَرْطِ إيمانِهِ بالقِيَمِ والـمسافات، ها هو يَستقيمُ إلى درجاتٍ مُدقِّقةٍ،
ولكنها تفتقرُ إلى مَادّةِ الـمسْطَرة.
͒والهواءُ، يا ألاعِيبيَ البائرةَ في سُوقِ الانتِبَاه، يَرتجفُ من تَحرُّشِ
أَيُونَاتِهِ الذَّاهِلةِ بوُجُودِها، بِهَابِيتَاتِ كَبْشِ الفِدَاءِ
الـملكوتيّة. والكَدُّ الكَدُّ، يا عَينيَ الحمراءَ من قِصَرِ تَقْمِيشِها للفكرةِ
ذاتِ الحنقِ والتّفَانِي، الكَدُّ يَحْفِرُ عَميقاً في قلبِ النّخلةِ العَمياء،
وأنا أُواصِلُ تَحمِيمَها بصَابُونة الفَنِيك الـمحشوّة أعواد الكبريت.
أَسْتَاكُنِي
وَحْلاً لأُضلِّلَ الحقلَ عن مَجموعِه.
͒روّابَة وتَتهتّك،
يا خَمسينَ
جنيهاً جهلولةً تَسْكُن دفّتَي "أزهار الشرّ" يَغفرُ لها بودليرها
تاريخَها الـمَجهول، فتَحْقِنُني "سأمَ خُرطومِها" ولا تَكْمَل.
͒شِلْنَاكِ من الإبطَين، وتَوّاً صَارَ بَعضُنَا
النّقَّالَة،
يا حَياةَ الغَرَضِ الـمِريِيضَة
أَكُلّما استخفافٌ ألَـمَّ بِكِ عَاوَدَتْكِ السّلامة؟.
͒كلَّمْتُ فَريداً في شَأنِ الطّارِئين، قالَ لِي لا
تُفْسِدِي ما أصْلَحَتْهُ الرِّياح، وفَاوِضِي في قَبَس ٍمنهُ يُطفئُ ويُضِيء.
أناخَ بَعِيرَ بَقائِهِ في الرّحيل، أَوْغَلَ في شقٍّ مِن جِدَارِي يُقَالُ لَهُ
الـمستحيل، خَرَجَ منهُ دَامِياً، وفي يَدِهِ تَشتَعِلُ إبرَتيَ الجَمريّةُ
جَائعةً إلى الرَّتقِ ولكنْ تَعَافُ الخُيُوط.
͒التباسٌ بين يَدِي والـمِقَصّ، بين يَدِي والـ تَنْفُضُ
ريحَها. كمُتخشِّبٍ من صَعقةٍ يُبدِّدُها نَفْلاً في صَبْوَةِ الـمحْوِ ذِي
الـمعَارج. دُنُوِّي يُضَرِّسُ تَلافِيفَهُ في قِيَادِ مَفاتيحِ الخريطة.
مَلْمُوْمَتِي ولَقِيَّتِي في حُقَّةٍ يَخنِقُونَني بها مُرَطَّبةً بدَمعِيَ
الوَجيز.
͒طَعْمِي أعْطَبَ آلةَ الدَّحْض.
مُكَدَّسةً في إناءٍ؛ أَعزمُ القبرَ من غفلةِ سَاكِنيه: عليكَ الجَوَائزُ
والنّابِيات.
يَخُوضُني الرُّمُحُ على عُجالةٍ إلى جُرحِه.
أَتُوبُ في غَفلتِهِ إلى مَعركتِهِ الأُولى لأَفْقَأ العينَ الوحيدةَ التي
رأتْني.
لَـم تَكُن عَيْنِي.
͒مَرَاجِيحُ النُّكرانِ، يَهُبّ منها ريحٌ مُنتِنٌ كأنّما
عالَجَتْهُ الحياةُ بمَعِيها الهائل. في غضبتي مِن جَانحِ القَوْلِ الـ يُرَفرِفُ
قُربَ عنواني؛ يُهَوْهِو قصْدِي ومُبتغاي. في دُرُوسها الـمنزوعةِ عظمَ الفَكِّ
تَلتَقِي جُمجُمَتِي أشباهَهَا الرّاعِينَ الجَدْبَ أعشابَهُ خَضراءَ الوَثَن.
تحتَ أَسْقُفِها الزّنكِيَّةِ الرّاجفة؛ ألِدُ رُوحيَ الـملوَّنةَ في طبعتِها
الـمهدَاةِ إلى نُقطةِ انشِرَاطِ الوَربة طَيّ ولادةٍ مُتعسِّرة.
͒دَخَلْتُ في نَحْسِ الـمَسافة، وأَدخَلتُ الـمسافةَ في
سُحْتِها. كَتبتُ مَرَرْتُ ثمّ مَرَرْتُ على كَتَبْت. سَاعِدَايَ من حَريرٍ
خَامِلٍ لكنَّ كَفَّيَّ حديدٌ لامُطاوِع. مَطِيَّتيَ البَرَمُ مِن اشْتِيَاطِهِ
النّأمَة، ومَضمونُها فَلْقَصَاتٌ وَنْسَانَةٌ تَليقُ بـ"بيسوا"، الذي
يَمُرُّ على ما كَتَبتُ قبل دقيقتين. سَفَّ البَرَمُ صَيرُورَتي، صارَت مَصْرُورةً
في وَعدٍ ضَيِّق. ماذا بينَهُما، بينَهُما ماذا تُريدُني أن أقول، أن أسكُتَ، أن
أطأَ قلبي بالزُّمُر، ماذا ها؟، يا رَاعف مُرتَعِشَاً من وَطْءِ الـمَمَرِّ
الضّامِرِ بينَهما، تاااني بينَهما؟. سَأكُفُّ إذاً، كُفَّ أنتَ عن لَعْقِ قلبي
بمقَصَّاتي، سأتجرَّس عن ما بينَنا، وأترُكُ لكَ أنتَ بَرَمَ الـمَافَوْق.
͒أَغْمُرُهُ؛ ذلك الشُّوف الـمبكِّرَ الجَاعِلَ أنساقي
سَهلةَ التّساقُط.
أَهُبُّ من حَريرةِ لحْمِي الـمُستيقظةِ على عَجلةٍ،
أَحُكُّ حَاملَ العُقْدةِ بِهَشِّ الأظافر،
أُشَرِّكُ للأظافرِ في أنصافِ الكَعَك.
جهولةٌ تلك الاستقامةُ في إبحارِهَا الضّدِّ البَسيط، أُمْعِنُ في ما
انْفَلَتَ من شُرُوطِها، يَحِزُّ أعناقَها عَتبُ الجَرَب. يَمْضغُ مَسخِي كَرْنـﭭـالِيٌّ
صغيرٌ في بَطْنِي، أُعِدُّهُ للشّايِ ويُعِدُّهُ لي، فأيُّنَا من ذلك القَصْدِ في
التَلكّع، وأيُّنَا في التّهوُّر، وقد طاشَ حينَ الخِلال.
͒قَرْمَصِيْصٌ مُدَاهِمٌ يَشُقُّ أُفقَ اللَّعنةِ،
مُرَفْرِفَاً على جِذْعِ مَيَّاسَةٍ يَحْمِلُها صَابُونٌ في كَعْبِها إلى
الـمرُورِ في رُؤيتي.
أَحْمِلُ حَقيبةً من جِلْدِي وسُرْعَتين وأَنْدَاهُمُ.
ثُمّ فَتَحَت شَهِيَّتُها البابَ وقالت. كنتُ أُرْغِي وأُزْبِدُ في
الأحضَان، أُقَطِّعُ الأَثناءَ من لِحَاءِ ما يَستَحِيلُ ضَيَاعُهُ، ثمّ عندما
أَرْفَعُ قليلاً تُصْبِحُ السّماءُ ذَاتُها من بَطْنِ ضَبٍّ أَكبَر.كيفَ أُؤَثِّثُ
ذلك مَقِيلاً مِن أوَاصِر، وأُعَظِّمُ قَفَا الخَليجِ على خَاصِرةِ الـمَهَلةِ
مَرَاسِي، أُسْعِفُها ممّا يُضْمِرُهُ الطَّشْتُ للكِيْرُوسِين؛ لأنّه مِن
وَلْعَةٍ أَتْرُك، ومِن وَلْعَةٍ أَسْتَقِيم، ومِن وَلْعَةٍ قد يَتْرُكُني
الإضرَامُ في وَصْفِهِ مَنسِيةً على ثَلجِ ذِي الغُصَّة.
͒أَرْغَمَتْنِي الـمنَافَسَةُ أَحُلُّ قِمَاطَ قَمَرِي.
لا بُدّ أنَّ تَجهيزَ الـموتِ كانَ أَسْهَلَ مِن حَفْرِ اللَّحْد؛ أَسْهَلَ
مِن تَدبيرِ شَقَاوَتِي.
طُرِدْتُ مِن جَنَّتِي لأظْفَرَ بمَخْطُوطةِ بُنْيَانِها. كانت صَفْقَةً
مُتَسَرِّعةً في الـممَرِّ الزّاعِمِ وَصْلَهُ بينَ الاختيَارِ ومَبدأِ العِلَّة.
͒أَهَكذَا الهُرَاءُ ليَغْرِف؟؛
حُقنةً تَقتربُ مِن سِنَّتِها، وطائرَاً يَتَبَرَّأُ مِن مِنقَارِهِ
طافحَاً سَيْلاً هو العَالـم عَليهِ بَهائمُ نَافقةٌ مَقلوبةٌ على ظَهرِها.
تُداعِبُ عُيوني نَوْمَتِي الـمنفِيّةُ في الحَاوِيَاتِ السيبيريّة،
يُنَكِّلُ بِنَهْرِي مَصَبٌّ جَائِعٌ، وتَتغلغَلُ خَريطتي في الأصْفَاد. قَلَّلْتُ
الـملْحَ فظَهَرَت جَائِعَتي. زَهرَتي مِن أَوتادٍ مُسَنَّنةٍ على حَافَةِ الرّأس.
رأسِي مِن مُنتخَباتِ الـمغْلِيِّ جيّداً؛ أحشَائي، ودَمِي في الطِّينِ، كُلّما
رَفَعَ رأسَهُ خَبَطَهُ وَرَمُ التَّخَلُّقِ في نِيَّةٍ مُرَقَّعَةِ الشَّوَاهِد.
غِيْضَ الـماءُ مِن كَثرَةِ الصَّفْح، ونَمَا في عَثْرَة اللِّسَانِ،
يُهْرِقُ لُعابَ النَّعْيِ على الـميتِ الخَطأ.
وتَاركةٌ قَدَمَيَّ لكَرَمِ الهاويَة، بينما عُنُقي مَمْسوكٌ بينَ حافَتَيْ
مقَصٍّ شَجَرٍ قَد قَدِيم. تَخْرُجُ مِن بَطْنِي طُيورٌ وثَعابِينُ تُبَدِّدُ
بَعضَها. كَحَّلَ عَيْنَيَّ مرْوَادُ الـمنظَر، وازْرَقَّتْ شِفَاهِي مِن الخَدَر.
͒شَارَكَتْنِي جَدِيدَها عِظَامُ الحَمَامَةِ، قَالَتْ
مَا انْسَحَلَ منها في مَعركةِ العُشَّاق والـمدَجَّنين؛ هو الصَّوتُ الأُلفَةُ
غَاصِبُ العُنْوَةِ في الطَّيَران.
͒عُوْدِيْ إليَّ يا رُوزْنَامةَ العُقْمِ ذِي الكَدَايِس
السَّمينةِ تُرْجِفُ ذُيُولَها، وتَبُولُ، مُحَمِّصَةً الأكبادَ البروميثْيوسيّةَ
يأكُلُها التغيُّر Proteus، ويَدْخُلُ مَوتاً سَرِيرِيَّ الإقامَة. لأنّني حينَ انمحَقتُ
كبَدْرٍ في تكرَاري لَمْ أُفرِّط (وكيفَ لي؟) في بِذرَتِكَ النّادرة. رُغمَ
لَحْمِيَ البَاقي قَليلِ التّرْبَة، هل مِن سَبيلٍ إلى سُقْيَا.
͒مَا أَشْبَهَنِي بنَملةٍ مُهذَّبةٍ تَحْفِرُ قبرَها
ذَرَّةً ذَرَّةً خلفَ حَيَاتِها ظَاهِرِيّةِ التّنقُّل.
شَارِدَةً في ثَغْرةٍ نَسِيَتْهَا الـمعَارجُ على أرضيَّةِ مَطارِهَا
الجِسْمِيّ،
أُقَطِّعُ الكهفَ مِن الخَارجِ إلى شَرَائِح
بسِكِّينَةِ البِيدِ
بسَاطُورِ الـموَانئ.
͒كُرَااااعِي، كُرَاعِي انْشَبَكَتْ يا تُرُوسَ
العِمْلاقة. كُرَاعِي.
أَغْغغغغ. دَمٌ يَفُورُ في مَدخلِ حَلْقِي، تَرْررر دُمُوعٌ لئيمةٌ
تَطْفُر.
شِفَاهِيَ الـمتَشنِّجةُ من الغُصَّةِ تَذُوقُ مِلْحَاً.
مُخَاطٌ خَفيفٌ يَسِيلُ مِن مِنْخَرَيَّ مُبَرِّداً أَنفاسِيَ السَّريعَة.
. . .
لَنْ أَزُورَكِ بَعدَ اليَوم. لَنْ. ولَوْ أُوَقِّي رِتَاجَكِ شُحَّ نفسِه.
ولو انْفَضَّ سَامِرُ غُيُوبِكِ الوحشيّة.
͒أَمْطَرَ لَحْمُهُم مِن شِيَاطِ اللَّذَاذَات،
يُغْمِضُونَ الالـم على قَذَى البَصَرِ الذي زَاغَ وما طَغَى.
لِحَافُهُم مِن نَسْجِ القَنَابِلِ الـمضْبُوطةِ على هَجْمَةِ الإغْمَاء،
عَافَتْهُمُ الـممَارَضَةُ فتَفَوَّعُوا،
"ما ذَنْبُ النّحاس؟".
͒يَا غُصَينَ الحِنَّةِ يُفَرْهِدُ يَدَاً مُجْرِمَة،
بَرِيدُكُمْ أَضَاعَنِي في هَزِيعِ البَيَانِ مِن السَّانِحَة
أُتُونُها العَفْوُ
مَاؤُهَا الـمرَابَطَة.
حُرُوبٌ في الـمرْوَةِ والسَّعْيُ خَائِن.
الحَجُّ شَفْرَة.
شَفْرَة؟.
͒مُرَبِّينَا السَّمِينُ بَالَ على الأَنَامِلِ حينَ
الدُّعاءُ وحينَ التَّسْمِيع،
أَسْعَفَ الفَجْأَةَ بنَقَّالَةِ لامُبالاةٍ مَهْتُوكَة.
وَضَعْنَا خَرَزَ الخِذْلانِ مَكَانَ السَّكِينَةِ في العُيُونِ، فاتَّفَق.
͒وفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلامَة،
مَا بِهَا تَزِنُ، في حَالِقِ عِلْمِها، رَنينَ السُّقُوط؟.
هل تَخْشَى عليها مَوْتَنا؟،
أم وَحْشَةَ الخُلُود؟.
͒عَرَجٌ صَحيحٌ في الحَقْلِ الخَطَأ،
مَهَامِيزُ نيكَلِيَّةٌ في سَرَاحِ الوَرِيد،
والصَّاعِدُ زَفيرٌ في الشَّهِيقِ الرَّحبِ القِيَامَة.
مِن حَرَكةِ شَفَتيك اللَّيّنَةِ الهَاربةِ
أَقْنِصُ شَكْلَ فَتْلَةِ مُصْرَانِك،
وأَدخُلُ في تَهوِيمِ مجزَرةٍ هادئةٍ كأنّها الحُبُّ في لِوَائِهِ الأوّل
ضِدّ السُّرّة.
لا مَنْدُوحَةَ من الالتِصَاقِ بعَرْجَةٍ
ولكنّها ستَسْتَقِيم.
وهذا يُعْتِمُ الـمسرَحَ يُضِيءُ الفُرْجَة،
والثّمنُ شَنْقٌ أسفَلَ بَكرَةِ الـمحاوَلةِ الـمتْرَارَة.
͒في دِبَاغَةِ اللَّيلِ عن عُلُومِهِ بِمُرِّ أحيَائِهِ
كَلِماتٌ مَفَاعِيلُ تَرْقُصُ على سَيْفٍ فَتَى، هَلْ غَادَرَ السَّاكْسَ أمْ
أتَى؟، أمْ هُو نَفَسُ الـمتَنفِّذِ في تَلقِيحِ الآلةِ بلا دَنَس؟.
قِيعَانٌ وَحْلٌ تَنْفُرُ إلى زَهْرَتِيَ الضَّامِرَة، تَرْشُقُ في كَسَلٍ
وتَنْمُو.
تَأْسَف: "ثَمَّةَ إيقاعٌ خَلْفَ النَّشَاز، يُعَكِّرُني عَلَيَّ،
يُزَاحِمُني صنْعَتي".
͒لو اقْتَسَمْنَا الـمجَاهِيل: مَجاً وهَيلْ،
هل يَستحِقُّ الطّريقُ وَبَالَ ما بَيْنَهُما؟.
الفِكرةُ طُحْلُبٌ رَمادِيٌّ
مُطْلَقُ القَلْب
مَنْزُوعُ القِبْلَة
سَرَاحُهُ يَنْضَب
سُجُونُهُ قَبْلَهُ
وطَعْمُها الغَفْلَة.
͒صَوتُ الرِّيحِ في الكوب
هل هُو صَوتُ النَّأْيِ في الحَاضِرة،
صَوتُ الحَفْرِ في الـمَشِيد
يَرَقُ الأغطيَة
ذُبابُ اللُّبّ.
يَخطفُ السَّيفَ من ألقابِهِ
ويَشغلُ الحَسَد؟.
في "بُعدَك يا غالي" أُسدِّد ثمنَكَ كاملاً، أَحوزُك، أَحوزُ
غيابَك، أَحوزُ القَطرةَ الوحيدةَ في الكوبِ الفَارغِ تَعوي عواءً هائلاً ويَنْكَسِر.
قلتُ القُلوبُ حَوَاشٍ صامتةٌ لِـمَا يُقالُ في بَرْقِ النِّعمة، تَدورُ مَلساءَ
في نيرٍ فاغرٍ إلى حَثِّهِ حَثِّ الغَافِي من مُشرئِبِّ البكاءِ ذاك الشَّاهقِ عن
تَلوينِهِ بالسَّماءِ يَشْهَقُ يُنْبِتُ سبيلاً آخرَ في طُرقِ العُوَاءِ داخلَ
الكوب. إنَّ البراءةَ التي خَطَفَت ثوبَها من تدَابيرِ عِنَانِي أَكسَبَتْنِي
جريمةً مكشوفةً وأفصَحَتْ عن تلابيبِها المسكونةِ في هَالُويين ما، ولو عَابَ ذلك
بَقَاءُ عَينَيَّ مكانَهُمَا، ولو زِدْنَا على ذلك أنَّ السَّماءَ أضْحَت مِرآةً
ضخمةً فرفَعَ النّاسُ رُؤُوسَهُم فرَأَوا وتَسَمَّرُوا.
͒كِلَانا في هامشِ الشَّرْحِ جِيفَتَان تَتَمايَزان في
تَقَاطُعِ الرَّائحة، في نَفْرَةِ الكُلِّ من اتِّصالِهِما الفاحش.
كِلَانا في البِغَاءِ الشَّرِهِ لحَيَاة.
كِلَانا في الظَّعْنِ الرّأسِيِّ للحَائِط.
كِلانَا أَمْضغُ القَلَم وأَبْلَع السَّفَّة.
كِلَانا أنت.
كِلَانا أنا.
͒فَوْرَةُ العَينِ في ضِيقِ عَظْمِها، نَـمَا لها
جَنَاحَانِ على جانِبَيْ فُوَّهَةِ المسدَّسِ الوَامِضَةِ ذاتِ الصَّوتِ الـ أبُو
زنَّان.
وَيْهَاً مِن ساحرةٍ تَطْفُرُ من قَفَاي كلّما أسْلَمَتْ عيني
ذُخْرِيَّتَها لكثيبِ الخَدّ.
تمسحُ الألمَ بفُوطةٍ دامِيَة
وتَنْكُشُ شَعْرَها في سِرْيَال المشهد.
فَوْرَةُ الإذعانِ مِن أشغالِ خُمُولها الشَّاقَّة،
نَادَتْهَا الدّماءُ الـ نَسِيَهَا الثّعلبُ في حُمَّى المكر.
أيضاً
رُبَّما
أريدُ أن أُخْمِدَ بركاناً بحلقومِي
ليُحَاكِي فَحيحُهُ كلَّ صَوَّانٍ مِنْهُ يُحَكّ.
͒الـمُعَامِلُ الكِتَابِيُّ للحَمَاس
في تَشْحْيمِهِ مُحيطَ الدَّائرة
والـπيَغْرَقُ
كالخَرْمَة في النَّبَطْشِيَّة الكَتَاس، ما أَنْدَاكِ مِن عَتَبة.
نَعْتُها
الـمَضْفُورُ بوَصْمَتِي لا مَحَالَة
يَنْضَافُ إلى
سُهُولةِ مَضْغِ أَحْرَاشِهَا الـمُضَلِّلَة
يُنَكِّسُ رأسي
كعَلَم
يَرْفَعُهُ
كمِئْذَنَة.
͒سَأَمٌ
يُرَغِّي أيَّامِي فأَغْطسُ في البانيو.
الصَّخَبُ على
لَحْمِي أَمْضَى مِن قَسَاوَةِ اللِّيْفَة.
الماعُونُ مِن
رَقِيقِ جِلْدَةِ وَجْهِيَ الـمَسْلُوخَة.
دَوْرَةُ آكِلِي
العُشبِ في وَبَاءِ الطَّاعونِ مُنتصفَ أوروبا السّوداء. السّوداءُ كقلبي.
تُزَقْزِقُ الفقراتُ في الماءِ السَّاخن. يَلعَقُ بَطني أخطبوطٌ تَالِف. أَغطسُ
مِن جَديدٍ في العَاهَة. أَذرفُ عُملاتٍ مَعدنيةً تَقَعُ في بَلاَّعَةِ ذهنيَ
المفتوحة. أَطَأُ الرَّصيفَ كما أَلْـمَسُ شِفْرَي الشَّارع. يَهتزُّ البانيو
ساخراً مِن شبَقِ الشَّارع. أَكْسِرُ بُلاَطةً في رأسي. أَضْحَكُ أبَقْبِق.
أَنْسَى رِئَتَيْ ملعقةٍ بين "الطاقَة" والشَّجرة، وأَخْرُجُ في عُرْيٍ
عِرْفَانيٍّ سَريعِ النَّبضَة.
͒أَحسُّ
بِخَوفِ الأَشياءِ التَّائِهَةِ
خَطأً
حولَ مَدَارِ
شَيءٍ يَتُوه!.
مَن هذا الذي
يَنَامُ بَدَلاً عَنِّي
وَحِيدَاً
مُنكَفِئَاً على بَطنٍ تَسْنِدُهُ النُّجُوم؟.
مَا هذه
الـمُدَوِّيَاتِ المكتُومَةِ في حُلُمٍ يُنْسَى ولكنَّهُ يُمسِكُنِي مِن أَضْعَفِ
حَلَقَاتي إلى أَكْثَرِهُنَّ صُورَة؟.
طِيلَةَ يَرْسُو
سَهْمٌ جَافٌّ على مَفْتُوحِ صَدْرِي للأَشْبَاح؛ أَكْتُب.